ذكرياتي إللي كنت ناسيها

November 25, 2007 at 9:07 am (Uncategorizable)

طفولة

فاكر أن أمي كانت بتقول لي “لما حد يسألك بابا فين قول له إن بابا في السجن عشان هوه سياسي”.

فاكر أن خط المترو ما كانش بيوصل مساكن الشيراتون. كان فيه شخص بيساعد أمي في شيلي من البيت إلى صلاح سالم.

فاكر في قاعة المحكمة. مش فاكر وش أبويا، أو إني حتى بصيت له. ماما بتقول “لما القاضي يخش الأوضه لازم تقف”.

دخلت أوضة العمليات عشان عملية اللوز. أبويا كان وعدني بلعبة. مرعوب وأنا على السرير. الممرضة دخلت الأوضة وإيدها ورا ضهرها….بعد العملية آعد على السرير بآكل آيس كريم (؟مش فاكر) وبشرب ببس (؟برضه مش فاكر). طالعين من مبني. بابا بيقولي فيه نقطة دم على دراعك. عيطت.

 

انطباعات عن زير

نينا أم فيصل [بتزعق]: عملتي إيه في الواد يا دولت….

دولت: ….وقع في البلاعة…..

: حميتيه في الزير واحنا في طوبة

 

جملة بتتكرر: هاتي الفول يا دولت

 

انطباعات: صحيت من النوم. مصيت طرحة نينا أم فيصل شوية. الكومودينو. علبة كحك صفيح. فتحتها. فيها علب كرتون. فتحتها. فيها أقراص حمرة. طعمها حلو زي البونبوني إللي بابا بيجيبهولي…..طعم ملح كتير وناس شيليني.

 

حدث في حياة مراهق

قال لي إنه شاف بنت حلوة أوي في النادي “بس عينيها بتقفل لما بتضحك”. رحت النادي. جات سلمت عليه وبصت لي وقالت “هاي”. ابتسمت. عينيها قفلت. حبيتها.

Permalink 9 Comments

الفناء

November 24, 2007 at 8:44 pm (مع نفسك، ذلك أفضل جداً, أفلام)

الفناء

مشهد من فيلم فيرتيجو لهتشكوك: تقف البطلة، و يبدو أنها تحت تأثير إحساس غامض بالحزن، أمام شجرة كبيرة مقطوعة، ثم تشير بإصبعها إلى نقطة على القطاع العرضي للشجرة و تقول للبطل “لقد ولدت هنا” ثم تقول محركة إصبعها قليلا ً”و هنا سوف أموت. لقد كانت فقط لحظة.”

وهوبالضبط مما قد يسبب الغثيان

 

vertigo-still-16.jpg

Permalink Leave a Comment

حزر فزر إيه إللي حصل للمحافل البهائية؟

November 7, 2007 at 12:27 pm (Bahais, Uncategorizable, أحا, دولة نص كم)

إضرب أي تخيل عن اللي حصل لإحدى المحافل البهائية بعد قرار إغلاقه.

إلى جمعية لتعليم القرآن….. ثم إلى……….والآن……سيداتي آنساتي سادتي…..تحول إلى…….تحول إلى………إلى….مركز الحزب الوطني الديمقراطي!!!!!!!!!

دي مش أي ديمقراطية!! دي ديمقراطية لها مخاب وأنياب يا باشا.

egsummer07-246.jpg

egsummer07-248.jpg

Permalink 4 Comments

إستمناء باليد

June 21, 2007 at 1:50 pm (Uncategorizable, أحا, المدهول, بيروقراطية وسخة, دولة نص كم)

عمار يا مصر.

رجعت من نيويورك عشان أقضي في مصر شهرين لطاف، أشوف الناس و”أحس” إني عايش في مصر مرة تانية، مش جاي سياحة. في حاجات كتير بتحصل هنا. على رأي ريمو نجيب، اليوم هنا دسم أوي. يعني أنا بعتبرها معجزة ودليل مادي على وجود الله إني بأسوق على الدائري كل يوم رايح جاي وبأرجع البيت قطعة واحدة!

بمناسبة السواقة، وكده نبتدي نخش في لب الموضوع، بقالي أسبوعين كعب داير عشان أطلع رخصة سواقة وابتديت أحس إني جزء من قصة لكافكا، أو بورخيس.

أبتدت القصة أني رحت أسأل في إدارة المرور في رابعة العدوية إذا كان ممكن “أعادل” رخصة سواقتي الأمريكية. وطبعاً لأن مصر دولة تأخذ القيادة (والعبور؟) بجدية شديدة ولأن معايير السواقة في مصر عالية جداً، كان الجواب أن رخصة أمريكا دي ممكن أبلها وأشرب ميتها. بالمناسبة في الطريق للبيت شوفت واحد حاطط (لامؤاخذه) إيده على راسه وبيقول “الباروكة” وشفت واحد بيجري وفي إيديه حاجة سودة.

نصيحة مني: لو حد نتش باروكتك في الشارع عيش باقيت اليوم أصلع.

كان لازم أعرف أن ده فال سيء!

لملمت الشهادات الطبية المضروبة (شهادة الباطنة والنظر إتعملوا من غير حتى ما الدكاترة يبصوا عليا!) والاربع صور والبطاقة ورحت على إدارة المرور في التجمع الخامس، وهو حي يقع على حافة الكون، حيث يجب عزيزي السائق أن تخوض صعاباً شبيه بمرحلة التطهير في الكوميديا الإلهية لدانتي لتصل في النهاية إلى “جنة” القاهرة “الجديدة”.

من ضمن الورق المطلوب هو المؤهل الدراسي، وده كل الهدف منه أن الشخص يكون معدي مرحلة محو الأمية. أنا عندي شهادة بكالريوس و ماجيستير من جامعات في أمريكا، يعني محتاجين معادلة، ودي عملية بتاخد 6 شهور، يعني حلني. الحل إني أجيب شهادة الثانوية العامة. جميل؟

أصل شهاة الثانوية العامة ضايع (غالباً في ملفات الجامعة في أمريكا)، وأصل شهادة الإعدادية ضايع برضهِ! بس لقيت عندي ورقة “بيان درجات إتمام دراسة الثانوية العامة” يعني مفهوم إني أتميت دين أم المرحلة، وعليها ختم النسر وكله تمام. رحت المرور وفي جيبي ال300 جنيه ومستعد بالورق. لقيت موظف تقديم الطلبات بيقول مينفعش ولازم الشهادة نفسها. طب ليه يا إبني، ماهي الورقة دي بتثبت إني مش أمي (37 ونص فالعربي والله..يعني ضليع في اللغة).

لآ ما ينفعش…خش كلم مدير الوحدة، المقدم أو العقيد زفت.

مدير الوحدة أكد أن هيا دي التعليمات يا بجمهندز. مش مهم أن الورقة عليها درجات الثانوية العامة، مش مهم إني وريته كارت الجامعة الأمريكية في القاهرة، المهم الشهادة “نفسها”.

bureaucracy.jpg

بعد أسبوع رحت إدارة مصر الجديدة التعليمية. جبت الحوالة البريدية و طابع المشروعات أبو جنيه (وحبة بخور مع حبة البركة).

بعد كام يوم رحت أستلم مستخرج رسمي من الشهادة. دي بقى مكتوب عليها مستخرج رسمي من شهادة نجاح الطالب فلان في شهادة الثانوية العامة، وبرضه ملطوع عليعا ختم النسر. أظن ما فيش أكتر من كده.

رحت إدارة المرور في الخامس مرة أخرى، وكلي تفاؤل إني حوصل للمرحلة إللي ممكن فيها إني أرشي حد بال300 جنيه واخلص.

نفس الموظف بص على المستخرج “الرسمي” وقال:”آآآه دي مش الأصل”

أنا: بس ده مستخرج رسمي وعليه ختم النسر، يعني زي الأصل بالظبط

القحبة: لا دا لازم نتأكد منه. مهو ممكن يكون مزور. حتسيب الورق ده معايا شهر نبعته بالبريد لإدارة مصر الجديدة نتأكد منه.

أنا (مصدوم): طب مهو بالمنطق ده كل حاجة ممكن تكون مزورة حتى الشهادة الأصلية!

:هيا دي التعليمات.

أنا: طب أنا عايز حاجة أسرع شوية، أعمل إية. (كان نفسي يقول هات 300 جنيه وأنا أخلصك!!)

القحبة: روح كلم مدير الوحدة.

!!!!!!!يا ولاد القحبة!!!!!!!!!!!

ماشي. دخلت على نفس الراجل.

أنا: حضرتك أنا جايب مستخرج رسمي المرة دي. يعني إيه المشكلة.

المدهول على عينه: إحنا جيلنا تعليمات.

أنا: إزاي جاي لحضرتك تعليمات إن لما يجيلك مستخرج رسمي تتأكد منه (ديه كارثة، وفضيحة للدولة بكل المعاير….معاكش ختم نسر في البيت؟)

المدهول: هيا دي التعليمات. بس ممكن تروح الإدارة التعليمية تعمل استفهام باليد.

:نعم؟

:استفهاااام باليد.

estefhambelyadcopy.jpg

:آه…وده إيه حضرتك (يعني بعملهم علامات استفهامية بـ”اليد”،لا مؤاخذه؟؟؟؟؟؟؟)

:تروح تقدم الورقة بنفسك بدل ما نبعتها إحنا بالريد.

:والله أنا أبقى شاكر جداً لحضرتك.

راح المدهول جاب ورقة حقيرة وكتب عليها بخط أحمر “باليد”، وحط تحتها خطين.

ورقة بيضة حقيرة، وكلمة “باليد” بالخط الأحمر…إنتهيت أنا وعادل إننا نسميها “استمناء باليد”.

روحت إدارة مصر الجديدة وقلت عايز أعمل استمناء باليد. لقيت موظفة بتقول…….”فيين لستمارة؟”

أحاااااا…”إستمارة إية حضرتك؟”…ده باليد!!!!، يعني من غير ولا استمارة ولا نيله.

“لآ كان لازم يديك استمارة عشان تعمل “استمناء” باليد”

ندهت موظف تاني. جيه قال… من الآخر، الراجل مدير الوحدة بـ”يفسحك”، على حد قوله.

أحا….وأي فسحة!!!!

والآن أقدم لكم لعبة التيه، وكل استمناء باليد وانتو طيبين:

labyrinth.jpg

Permalink 6 Comments

بوليس الموضة

April 29, 2007 at 6:54 pm (I heart Ties, Uncategorizable, أحا)

تخيل إنك ماشي في الشارع ورايح حفل زواج أو اجتماع مهم ولابس بدلة وكرافتة ومتشيك على الآخر. قوم إيه لاقيت بوليس الأخلاق جاي يقولك الكرافتة دي عيب و حاجة مش إسلامية بالمرة!!!!

هوه ده بالضبط إلي بيحصل في إيران.

إلى كل محبي أحمدي نجاد في مصر، عيب يا جماعة، وصح النوم. والحمد لله أن كل مرشدي الأخوان كانوا بيلبسو كارافتات.

صديقة إيرانية قالت لي مرة إن في إيران البعض بيسموه “أحمقي نجاد”.

Permalink 3 Comments

برافو الدولة المصرية الجزء الثالث: توم وجيري الإخوان والحكومة

April 27, 2007 at 8:15 pm (دولة نص كم, سياسة)

قبل الانتخابات البرلمانية لعام 1995، اعتقلت السلطات الكثير من قيادات الإخوان وقدمتهم لمحاكمات عسكرية. موسم الاعتقالات والمحاكمات العسكرية لـ 2006/2007 بدأ أيضاً كحركة استباقية، ولكن ظروف اللعبة (أو المطاردة) أصبحت أصعب. الهدف الواضح هو عدم تمكين الإخوان من الوصول بأعداد كبيرة لمجلس الشورى، وبالتالي من تقديم مرشح مستقل لانتخابات الرئاسة القادمة (لاحظ أن شروط ترشيح مستقلين هي 65 من مجلس الشعب، 25 من مجلس الشورى و 140 من المجالس المحلية).

كملاحظة صحيحة في اعتقادي بشكل عام: مطالب الإخوان السياسية وعملهم يصبح أكثر جرأة عندما تواجه الدولة أزمات سواء من الداخل أو الخارج، أما في حالة الأزمات الحادة والمباشرة مع الحكومة، فيكون الهم الأساسي للجماعة هو الحفاظ على وجودها ذاته. لاحظ تصريحات عمر التلمساني بعد الخروج من السجن في 1982 عن المؤسسات السياسية أنه “لا داعي الآن للتغيير” وأن الإخوان لا يعملوا لإثارة القلاقل ضد الحكومة.

tom-and-jerry.jpg

لاحظ موقف مهدي عاكف هذه الأيام عندما أعلن عن تجميد مشروع الحزب وأن الهدف من دخول انتخابات مجلس الشعب هو “المشاركة لا المغالبة” ولذلك يشارك الإخوان بـ 20 مرشح فقط !

يكون رد فعل الحكومة أنه حتى شعار الإسلام هو الحل غير مقبول.

ليه مش المادة الثانية من الدستور تنص على أن الإسلام هو دين الدولة.

بتقول إيه؟ المادة الخامسة؟

Permalink 5 Comments

برافو الدولة المصرية الجزء الثاني: إلى المسيحيين الذين يريدون الدخول إلى الإسلام..فكّر مرة تانية

April 27, 2007 at 6:42 pm (أحا, حقوق إنسان, دولة نص كم, سياسة)

الدولة المصرية ترحب بيك جداً إذا كنت مسيحي وتحولت إلى الإسلام، أما العكس فيا ويلك!!! على فكرة يا جماعة لا إكراه في الدين، حلو كده.

أما إذا أردت الخروج منه فالدولة هتكره دين أمك. كده عدانا العيب بصراحة!

يعني برضه في الدين دخول الحمام مش زي خروجه.

وكله بالقانون والدستور يا بيه، وأجدع سلام على المادة الثانية.

Permalink 19 Comments

برافو الدولة المصرية: البدو عايزين لجوء سياسي في إسرائيل

April 27, 2007 at 6:37 pm (أحا, حقوق إنسان, دولة نص كم, سياسة)

بشرى لطالبي إعلان الحرب على إسرائيل…الاحتمالات ترجح إن البدو هيبيعونا.

مش كفاية عدم قدرة الدولة المصرية على التغلغل في المؤسسات الاجتماعية للبدو، وعدم قدرة الدولة على بيع الأفكار القومية و الوطنية والإسلامية الكبيرة لهم. بل هناك أيضاً التعذيب والاعتقالات والعنصرية التي تمارسها أمن الدولة و الشرطة على البدو بشكل روتيني.

النتيجة الطبيعية: البدو عايزين يروحوا إسرائيل. بجد برافو على الدولة المصرية.

Permalink 2 Comments

عصور الانقراض

April 5, 2007 at 9:33 pm (ماهية الزمن, أي كلام, المدهول, حقوق إنسان)

كلنا سوف ننقرض تحت وطئة الزمن. ولكن بعضنا ينقرض تحت وطئة الآخرين. الزمن يفني الجميع. أما الأفكار،وخاصة التي تصاب بحساسية من منافسة أفكار أخري، فهي أكثر فتكاً، وقد تمحو ذكراك فتصير لاشيء، لم يكن ولن يكون.

إرنست رينان، منظر فرنسي لفكرة القومية، قال جملة شهيرة عن فكرة الأمة: “أن تنسى…أن تخطيء في قراءة التاريخ، هي من العوامل الأساسية في صناعة الأمة”. ثم قال أن الأمة في حقيقة الأمر هي “استفتاء يومي”. الأمة في النهاية شيء مبني، أو يجب أن يكون مبني، على اختيارات البشر أن ينتموا إلى كيان ما. وهو ربما أيضاً استفتاء على من له أحقية الانتماء ولماذا. التاريخ ذاته من هذا المنطلق استفتاء طويل قد خسر فيه الكثير حقوقهم لأن ينتموا، وبالتالي لأن يشكلوا جذء من التاريخ، على الأقل بشكله الرسمي.

يعني كان من المحتمل، ولو احتمال ضعيف، إني أكون غنوصي من نجع حمادي إذا كانت الغنوصية المصرية قد استمرت كديانة (وليس كتراث ديني). بصراحة كانت تبقى جامدة! على العموم أنا اتولدت في العراق، وهناك فيه قرايبنا الصابئة المندائيين، وهم الآن يشهدون اللحظة التاريخية، لحظة الانقراض… لحظة خسارة الاستفتاء، بإرادتهم أو رغم أنفهم.

kodeks_iv_naghammadi.jpg

[إحدى المخطوطات الغنوصية التي تم العثور عليها في نجع حمادي]

أما اليهود المصريين (إلي بينتمي لهم جذئياً شخصي المتواضع) فقد تكالبت الظروف على ترحيل أغلبهم من مصر. أعتقد أن الآن هناك ما لا يزيد كثيراً عن 100 فرد في الجالية اليهودية المصرية من 80000 – 100000 في 1948. 1948 كانت هي العام التي بدأت فيها التفجيرات التي استهدفت اليهود المصريين و ممتلكاتهم. 1956: يبدأ الطرد الفعلي للـ”صهاينة” و “أعداء الأمة”. من الملاحظ أن الأربعينات و الخمسينات شهدت بداية دمج فكرة الصهيونية مع اليهودية بشكل عام. ورغم أن كان فيه بعض اليهود الصهاينة إلا أنه كان هناك أيضاً المعاديين لسياسات إسرائيل. ولكن الحماسة الشعبية والغضب أعمى البعض عن رؤية ما لا يريدون رؤيته.

sortie_sans-retour.jpg

جاء الدور الآن على البهائيين، الـ”كفار” الـ”عملاء”. حوالي 2000 شخص، ماشيين جنب الحيطة، فقط يريدون الحياه بكرامة، فقط يريدون حقهم في الاعتراف بهم كمواطنيين. كان من المحتمل أن أكون أو أن تكون أنت (أيوه إنت يا عضو الكتلة البرلمانية!!) بهائياً، فمن منا اختار ديانة أسرته. ولكن الأمة الإسلامية الغيورة ترى فيهم خطر شديد جداً، لدرجة إحلال دمهم، فالبهائية وباء فتاك.

لقد بدأ عصر الانقراض، ولكن في هذه المرة كلنا شهداء على الجريمة، وكلنا نتحمل وزرها.

 

bahairing1.jpg

إلى كل من انقرضوا، أنا آسف. إلى كل من هم في طريقهم للانقراض، أنا برضه آسف. سوف يطوينا الزمن في طيات وسوف يمر على العالم فناء، لن يعنينا في شيء.

Permalink 6 Comments

حظك سيء…أنت استثناء للقاعدة

March 30, 2007 at 6:47 pm (حقوق إنسان, سياسة)

بعد اختفاء طويل من الصفحة الأولى في الجرائد ظهر مرة أخرى وجه خالد شيخ محمد وهو يقول بطريقة مرعبة: ” لقد قتلت بيميني المباركة الأمريكي اليهودي دانيال بيرل.” واعترف الرجل الثالث في تنظيم القاعدة أيضاً بتنظيم ضربات 11 سبتمبر، بالإضافة إلى السعي في التخطيط لأكثر من 31 ضربة أخرى. أعطت هذه الاعترافات فرصة ذهبية لمانشيتات الصحف، ولكن للأسف فرصة ذهبية من نوع آخر ضاعت علينا. فرصة التفكير الجدي في دوافعه بل ومبرراته لأفعاله.

نشرت البي بي سي حيثيات المحاكمة بأكملها كملحق (بعد حذف قليل من المعلومات السرية)، ولكن لم يذكر تقرير البي بي سي أو الواشنطون بوست أهم نقطة في حيثيات الحكم، و هي كيف يبرر خالد شيخ محمد لنفسه هذه الأفعال. (بالمناسبة مش صورته تشبه واحد شيوعي في لحظة اعتقاله!).

march1_2003_captre_khalidshaikhmohammed.jpg

في المرافعة الأخيرة التي ألقاها أمام اللجنة العسكرية، وبإنجليزي متكسر لكن واضح، يقول خالد شيخ محمد مخاطبا اللجنة العسكرية (مع التلخيص): “أنت رجل عسكري، وتعرف جيداً أن هذه هي لغة الحرب. لقد فعلت كل هذه الأشياء (11 سبتمبر، دانيال بيرل إلخ) ولكنها لغة الحرب. عندما أرادت أميركا أن تحتل العراق، لم تبعث بالورد و القبلات لصدام، بل بصواريخ.”

ويضيف: “…إن لغة الحرب هي القتل. لقد أعلن أسامة بن لادن الحرب من أجل أسباب معينة. ولكنك تخدع الناس عندما تقول إنني إرهابي. إرهابي أو مقاتل عدو، هذه ألقاب تستطيع السي أي إيه تحديدها كما تريد.”

ثم يأتي لأكثر النقط أهمية: “لابد أن يكون لأي حرب ضحايا. لقد قلت إنني غير سعيد بمقتل 3000 في أميركا. حتى إنني أشعر بالأسف. أنا لا أحب قتل الأطفال. لم يعطني الأسلام أبداً الضوء الأخضر لقتل البشر. فالقتل محرم في المسيحية والإسلام واليهودية. ولكن هناك استثناء لهذه القوانين كما تقتلون الناس في العراق. لقد قلتم “أنه يجب علينا أن نفعلها. نحن لا نحب صدام. ولكن هذه هي الطريقة للتعامل معه”. أنا أقول نفس الشيء الذي تقولوه، واستخدم نفس اللغة التي تستخدمونها.”

“أشعر بالأسف الشديد لمقتل الأطفال في 11/9. ولكن ماذا أفعل؟ هذه هي اللغة. أود أن يكون هناك صحوة كبرى للأميركيين لوقف السياسة الخارجية في بلادنا. إن الأميركيين يعذبوننا منذ السبعينات. أعلم أن الأميركيون يتكلمون عن حقوق الإنسان. وأنه [التعذيب؟، القتل؟] ضد الدستور الأميركي و القوانين الأميركية. ولكنهم يقولون أنه لكل قانون استثناء: “من سوء حظك أنه تم ادراجك تحت هذه الاستثناءات“. نحن نستخدم نفس اللغة”.

“إن لغة الحرب هي القتل…من المسموح بالنسبة لي مقتل الأفراد بشكل غير مقصود [الجملة الأصلية غير واضحة لكنها بهذا المعنى]…إذا عرفت أميركا مكان شخص مطلوب، و إذا كان هذا الشخص في بيته مع أطفاله، سوف يقصفون البيت. سوف يقتلون كل من بالبيت، وقد فعلوا هذا بالفعل. لقد قتلوا زوجة و ابنتا و ابن الدكتور أيمن الظواهري في قصف واحد. لقد استلموا تقريرا يفيد بأنه في بيته. فقتلوهم جميعاً و لم يكن هو في بيته…أنا لا أتكلم عن نفسي. عند الأميركيون حقوق إنسان، ولكن كلمة “عدو حرب” نفسها كلمة مطاطة. ويعلم الله كم من شخص تم القبض عليه بدون حق.”

بلغته المبسطة شرح خالد شيخ محمد إحدى عوامل نظرية الحرب العادلة (Just War Theory). أنا لا أوافق على مبرراته، وبالتأكيد في وجهة نظري إنه لا توجد مبررات عقلانية حقيقية لأحداث 11/9 القبيحة و المؤسفة (هناك أسباب تاريخية، لا مبررات). ولكننى أوافقه على رأيه في تشابه، أو يكاد يكون تطابق، لغته مع لغة أميركا في الحرب. كم من أنسان بريء مات في بداية القصف على العراق (وباستخدام قنابل “ذكية” أيضاً)؟

القاعدة: يجب أن تستهدف المواقع العسكرية في الحرب، وأن تتجنب استهداف مدنيين.

الاستثناء: إذا كانت أسلحتك “ذكية”، وكانت معلوماتك مؤكدة عن موقع القصف، فلا مانع من مقتل “بعض” الأبرياء (هل يوجد حد معين؟).

القاعدة: لا يجب احتجاز أفراد بدون توجيه تهم، كما يجب أن يتم السماح لهم بالتمثيل أمام محكمة حيادية و منصفة، يسمح لهم فيها بالطعن في التهم الموجهة لهم.

الاستثناء: إذا أعطيت لبعض الأفراد صفة قانونية خاصة مثل “مقاتل عدو” أو “محتجز”، تستطيع بذلك أن تتفادى كل ما تقوله القاعدة السابقة. تستطيع أن تحتزهم في معتقلات، أن تعذبهم، ألا تسمح لهم بالتمثيل أمام محكمة أو أن تحيلهم إلى لجان عسكرية.

إلى آخره.

يذكرني هذا بموضوع أثار أثناء حرب لبنان في صيف 2006، وهنا سوف أخسر معظم القراء عندما أقول أنه كان من رأيي ليس فقط التنديد بما تفعله إسرائيل، ولكنه يجب أيضاً عدم السكوت عن الاستهداف المتعمد لمدنيين اسرائيليين من قبل حزب الله. بالتأكيد ما فعلته إسرائيل كان قبيحاً، كما لم يكن متناسب إطلاقاً مع الفعل، بالإضافة لاستهدافهم الواضح للمدنيين الأبرياء. ولكن أيبرر استثناؤهم للقوانين استثنائنا نحن لها؟

القاعدة: يجب عدم استهداف المدنيين في مواجهات عسكرية.

الاستثناء: إذا كان لديك مبررات لأن تعتقد أن هؤلاء المدنيين أو معظمهم (مرة أخرة، هل يوجد من حد أدنى أو أعلى؟) متضامنيين مع أو مؤيديين للأفعال العسكرية، فلا مانع من استهدافهم أيضاً، أو على الأقل سوف نعتبر هذا شر لا بد منه أو كما قال الشيخ محمد “إنها لغة الحرب يا عزيزي!”

بهذا الشكل تم ادراج المدنيين اللبنانيين و الإسرائيليين تحت بند الاستثناء للقاعدة.

لحد إمتى حنفضل نستثني بعضنا من القاعدة ونعتبر إن استثنائنا للآخرين مبرر.

Permalink 10 Comments

Next page »